خير مصر

إيجابية الشعب المصري في الأزمات

المبادرات التطوعية للكورونا: إيجابية الشعب المصري في الأزمات

إيجابية الشعب المصري في الأزمات

منذ إعلان منظمة الصحة عن وباء كورونا كجائحة عالمية في مارس 2020، انطلقت مجهودات الشباب في مصر” إيجابية الشعب المصري في الأزمات”  لتخفيف آثار الأزمة على الفقراء والمرضى، وتنوعت المبادرات التطوعية بين الفردية والجماعية أو المؤسسية التي ترعاها جمعيات خيرية.

كانت أولى الفئات التي تعاضدت لتقديم المساعدات هي الأطباء، رغم ما يعانونه في مواجهة المرض بإمكانيات متواضعة، فقد أنشأ بعض الأطباء الشباب على الفيس بوك مجموعة باسم  “كوفيد- 19 سابورت يونيت – تطوع للدعم والتصدي لفيروس كورونا في مصر”، وعرفوا أنفسهم بأنّهم “مجموعة من متطوعين مصريين متخصصين في مجالات طب الأزمات، والصحة العامة، والبيئة، وطب الأسرة، والصحة النفسية، والتنمية المجتمعية، والتواصل. وسنعمل سوياً لخلق وحدة دعم لكوفيد- 19 في مصر”، داعين الراغبين إلى ملء بياناتهم للمساعدة في توفير الأجهزة الطبية لمرضى الكورونا.

إيجابية الشعب المصري في الأزمات
إيجابية الشعب المصري في الأزمات

فيما أسس شباب متطوعون مجموعة “إحنا نقدر” على “فيسبوك”. للمساهمة في تعقيم الشوارع والمباني، وإمداد العمال والباعة بوسائل وقائية للوقاية من الفيروس، والدعوة للبقاء في المنازل لكسر منحنى الإصابات المتزايد بشكل يومي.

مجموعة إضافية تأسست باسم “إحنا في ضهرك: للمصريين والعرب خارج الجمهورية”، لتقديم يد العون لهؤلاء من المصريين بالخارج العالقين في الحجر الصحي أو الغير قادرين على علاج المرض، من خلال فتح المنازل لاستقبال العالقين، وإمدادهم بالأموال والدعم اللازم لتجاوز تلك الأزمة. الاسم نفسه حملته مبادرة “إحنا في ضهرك: لكبار السن في مصر”، أسستها شبكة “كايرو إنجيلز” بهدف إدارة منصة صديقة لكبار السن والفئات الضعيفة، لمساعدتهم في التعامل مع حاجاتهم اليومية الضرورية كالتسوق وإنجاز المهام الضرورية.

بينما استهدفت مبادرة “إحنا معاكم” إيجابية الشعب المصري في الأزمات  توصيل الوجبات الغذائية للأطقم الطبية في مستشفيات العزل، بدأت المبادرة عندما أعلن أحد الطباخين المشهورين في مصر عبر حسابه على إنستجرام، حاجته لمجموعة من المتطوعين للمساعدة في طهي الوجبات الصحية يوميا، وتوصيلها إلى المستشفيات، لا سيما بعد أن أكد كثير من أعضاء الأطقم الطبية عن رفض بعض المطاعم وعمال التوصيل عن إرسال الوجبات الغذائية للأطباء في مستشفيات العزل خشية التعرض للعدوى.

ونشرت قناة CBC صورا حية لمجموعات شبابية في محافظات مختلفة أثناء تقديمهم المساعدات بشتى أنواعها لمواجهة وباء كورونا، وتظهر ف الصور مجموعة من الشباب ينظمون عملية التباعد الاجتماعي أمام البنوك والصرافات، وأخرى لتعقيم السيارات في الطرق، ومجموعات ثالثة لتعقيم المساجد، ورابعة لتوزيع الكمامات على المواطنين في الشوارع.

مؤسسات خيرية تحت الضوء

على مستوى المؤسسات والجمعيات الخيرية، أطلقت مؤسسة مصر الخير الاجتماعية مبادرة لتقديم سلة غذاء، إلى جانب أدوات طبية متكاملة، إضافةً إلى المساهمة في توفير أدوات للأطباء بمستشفيات العزل، كما وقّعت المؤسسة بروتوكول تعاون، بغرض تزويد مستشفيات الحجر الصحي في مصر بـ10 أجهزة تنفس اصطناعي، بهدف تعزيز قدراتها، وإمدادها بالأجهزة الطبية اللازمة، وتدعيم المنظومة الصحية في مصر، لمجابهة خطر تفشي فيروس كورونا.

وأعلنت مرسال في السياق ذاته، عن إنشاء غرفة تنسيق مشترك مع وزارة الصحة، لتوفير سرير للمريض بالكورونا، خاصة مع الضغط على القطاع الصحي الرسمي في مصر وارتفاع تكلفة المستشفيات الخاصة.

إيجابية الشعب المصري في الأزمات
إيجابية الشعب المصري في الأزمات

وفي يونيو الماضي قالت هبة راشد مؤسِسة (مرسال) في تصريحات صحفية أن “المؤسسة ساهمت حتى الآن في علاج مرضى من أربعين جنسية مختلفة، فمرسال لا ترفض علاج أي مريض مهما كانت حالته خطيرة أو معاناته مزمنة أو حالته متأخرة، الشرط الوحيد أن المريض يكون غير قادر ماديًا وأنه لا يخضع لمنظومة التأمين الصحي أو العلاج على نفقة الدولة، وإن كان يخضع للعلاج المجاني في الدولة ولكن وجوده في قائمة انتظار طويلة قد يؤثر على حالته وحياته ففي ذلك الموقف مرسال ترحب به وتسعى لتقديم الخدمات الطبية اللازمة له مجانًا”.

وتأسست مرسال في 2015 بواسطة هبة راشد، لتقديم الخدمات الصحية لغير القادرين”إيجابية الشعب المصري في الأزمات”، وفي خلال سنوات قليلة أصبحت من كبرى المؤسسات العلاجية في القطاع الصحي بمصر، حيث توفر الأطراف الصناعية والأدوية وعلاج الأورام والقوافل الطبية بالمناطق الفقيرة، بالإضافة إلى أماكن استضافة المرضى غير القادرين وذويهم.

وفي محافظة الشرقية كانت جمعية “مستشفى 25 يناير” التي نشأت في 2011، قد جهزت كل غرفعها لاستقبال الفقراء المصابين بالكورونا، ووفقا لتصريحات مؤسسها محمد الجارحي فإن المستشفى تعمل على سحب العينات من المنزل للحالات المشتبه بها، وكذلك إجراء أشعة مقطعية وعادية على الصدر، بالإضافة إلى توفير شنطة الأدوية الأساسية والمقدمة للحالات المُصابة والمُشتبه بها بإشراف أطباء حميات، وتعقيم منازل المصابين والمخالطين بالتنسيق مع الصحة، وإنشاء وحدة رعاية مركزة بمستشفى ههيا المركزي وهو أحد مستشفيات العزل بمحافظة الشرقية، وتوفير طقم الحماية الطبية للعاملين في قطاع الصحة وقريبا للعاملين بالإسعاف على مستوى الشرقية، وتنظيم المتطوعين للتجمعات مثل صرف المعاشات وحملات التطعيم.

ووفقا لآخر تقرير عن حالة التطوع ، التي أصدرته الأمم المتحدة في 2018، فإن الدول العربية بها ما يقارب 9 مليون متطوع، أغلبهم متطوعين بشكل غير رسمي أي دون الانضمام لأي جمعيات أو مؤسسات خيرية، واستحوذت النساء على نسبة 57% من إجمالي المتطوعين، ولم يذكر التقرير نسبة المتطوعين في مصر تحديدا.

سوق الجمعيات الخيرية في مصر

وتشهد مصر في السنوات الأخيرة تنامي دور الجمعيات الخيرية لسد نقص الاحتياجات المجتمعية المتزايدة جراء الإجراءات الحكومية التقشفية التي تبنتها مصر بعد توقيع اتفاقية قرض صندوق النقد الدولي للحصول على 12 مليار دولار في مقابل رفع الدعم عن الطاقة وتحرير سعر صرف الجنيه.

وفقا لإحصائيات 2020 بالهيئة العامة للاستعلامات فإن مصر بها ما أكثر من 50 ألف جمعية خيرية ” إيجابية الشعب المصري في الأزمات”، بعضها غير مسجل رسميا بوزارة التضامن الإجتماعي، وتفتح المؤسسات الكبرى منها أبوابها لمشاركات المتطوعين، مثل جمعية رسالة ومرسال مصر الخير وصناع الحياة وبنك الطعام المصري ومؤسسة بهية لمرضى السرطان.

إيجابية الشعب المصري في الأزمات
إيجابية الشعب المصري في الأزمات

على جانب آخر نالت بعض الجمعيات الخيرية انتقادات حادة بسبب مشاركة النظام فيها، وأشار تقرير صحفي صدر في 2018 أن المؤسسات التي تستحوذ على النسبة الأكبر من التبرعات تعود ملكيتها لمقربين من النظام الحالي بقيادة عبدالفتاح السيسي، ومن غير المعلوم أوجه صرف هذه المؤسسات للتبرعات، مثل مؤسسة تحيا مصر، والأورمان.

حالة التطوع في مصر والمبادرات سواء كانت شعبية أو مؤسسية “إيجابية الشعب المصري في الأزمات”، وسواء كانت فردية أو جماعية، كشفت عن حالة من الحراك والإيجابية داخل الشعب المصري، وهي طاقات لا تسلط عليها الاضواء الإعلامية كثيرا.

وبينما يرى البعض أن هذه المبادرات الشعبية تقدم بديلا عن دور الدولة لامتصاص غضب الشارع من الحكومة جراء تقصيرها في واجباتها الأساسية، يعتقد العبض الآخر أن هذه الممارسات الخيرية دليل طاقة كامنة وحيوية شبابية تحافظ على المجتمع وعافيته، ومن المصلحة أن تبقى يقظة لتحدث تراكم تغييري قد تحتاجه مصر يوما ما.

الشعب المصري تحت رحمة مافيا الدواء

الفقر في مصر: معاناة ما بعد كورونا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى